عندماقدم مدير البرنامج الهندسي في الشركة، أندرو هولمز، السيارة «شيفروليهكامارو 2010» للصحافة العربية في دبي مؤخرا، قال إنها تفسير عصري لسيارة«كامارو» الكلاسيكية التي أُنتجت في عام 1969، وهي بالتأكيد تحتفظ ببعضسمات وملامح السيارة الأصلية، خصوصا فكرة السقف المنخفض والأكتاف العريضةعلى جانبيها، بالإضافة إلى تناسق الأبعاد بشكل عام. ولكنها أيضا أكبر منذلك الوصف، فهي ذات حضور طاغ وشخصية قوية ومزايا متعددة تتفوق بها شكلاوقدرة وقيمة عن سابقتها وعن المنافسة الحالية. ولكن التساؤل الذي لا يعرفأحد الإجابة الفعلية له بعد هو: هل يمكن لمثل هذه السيارة أن تسهم فيإنهاء الأزمة الراهنة التي تعاني منها مجموعة «جنرال موتورز»؟
الإجابةقد تأتي من شقين: الأول خاص بمواصفات السيارة التي بذلت فيها الشركة جهداشاقا خلال فترة تزيد عن ثلاثة أعوام منذ أن عرضتها كنموذج افتراضي فيديترويت. والثاني متعلق بتلقي جمهور المشترين لها سواء في المنطقة أو فيأسواق العالم الأخرى. وفيما تؤكد مواصفات كامارو نجاح الشركة في تنفيذالشق الأول من المعادلة، فإن المؤشرات والدلائل القوية تعبّر أيضا عن نجاحتسويقي نادر بحجوزات مقدما على السيارات التي لم تصل بعد إلى الأسواق،تقدر بعدة آلاف من السيارات وليس فقط بعدة مئات.
التجربة التيأتاحتها مجموعة «جنرال موتورز» للإعلام العربي لاختبار وتجربة أحدث كاماروتنتجها، أظهرت مدى الاهتمام بالأسواق الإقليمية. فقد أتاحت الشركة اختبارنحو عشر سيارات من بين أول مئة سيارة كامارو تنتجها من مصانعها في أميركاالشمالية. وفي رحلة استغرقت يوما كاملا ذهابا وإيابا بين دبي والفجيرة،مرورا بشوارع دبي ثم الطرقات السريعة وأخيرا المنافذ الصحراوية التي كانتالبعير تمرح فيها بأولوية مطلقة في بيئتها الطبيعية، تم اختبار السيارة فيمختلف ظروف القيادة، وتكونت انطباعات مهمة قد تهم مشتري هذه السيارة.
الملاحظةالأولى كانت داخل طرق دبي المزدحمة بأنواع السيارات الأخرى كافة، التي تضمأيضا أنواعا فاخرة مثل «بورشه» و«لامبورغيني»، فـ«كامارو» الجديدة لفتتالأنظار وأثارت التساؤلات خصوصا من هؤلاء الذين شاهدوها للمرة الأولى.وسأل أحد المواطنين لدى التوقف عند إشارة مرور عن كيفية شراء واحدة من هذهالسيارات ومن أي وكيل حصلنا عليها. وكانت الإجابة أن عليه أن يضيف اسمهإلى قائمة المنتظرين! من ناحيته يؤكد جوني أميوني مدير تسويق «كامارو» فيالمنطقة أنه تلقى خمسة آلاف استفسار لحجز السيارة حتى الآن ومن قبلوصولها.
وأشار إلى أن المشترين ينقسمون بصفة عامة إلى فريقين:الأول، له ولاء للعلامة التجارية ويتوق إلى ملكية الجيل الجديد من سيارةعريقة طالما شاهدها على الشاشة الكبيرة في أفلام السبعينيات. أما الفريقالثاني فهو من الشباب وينظر إلى قدرات وإمكانيات السيارة لا إلى تاريخها.وحتى هذا الفريق الثاني وجد نفسه مشدودا إلى «كامارو» الجديدة منذ أن اطلععليها في مواقع الإنترنت.
وتأتي «كامارو» في ثلاث فئات: «إل إس»و«إل تي»، وهما تعتمدان على محرك بستّ أسطوانات وآخر بثماني أسطوانات لفئةعليا اسمها «إس إس»، وهو محرك مستعار من الرياضية الجبارة «كورفيت» التيتنتجها «جنرال موتورز» أيضا. وجرت هندسة كامارو الجديدة في مختبراتأستراليا، كما يتواصل الإنتاج من مصانع الشركة في أميركا الشمالية، منكندا تحديدا. وقد اختُبرت السيارة في شتى أنحاء العالم من صقيع السويد إلىصحراء كاليفورنيا.
ولا تفتقر الفئات التي تعتمد على المحرك الصغير،وهو بسعة 3.6 لتر وبست أسطوانات «V6»، إلى القوة، فـ«كامارو» تنطلق إلىسرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 6.1 ثانية. وتوفر السيارة قدرة 323حصانا، أي بنحو 90 حصانا أكثر من «كامارو» التاريخية التي أنتجت عام 1967،وكانت بمحرك مكون من ثماني أسطوانات.
أما الفئة العليا «إس إس» فهيالجوهرة الحقيقية بين كل الفئات بمحرك جبار حجمه 6.2 لتر مستعار منالسيارة السوبر «كورفيت» التي سبق وعرضتها «الشرق الأوسط». وتصل قدرةالمحرك إلى 462 حصانا مع عزم دوران جبار يصل إلى 608 نيوتن/متر. أماالانطلاق فهو لا يتعدى 4.7 ثانية ليبلغ سرعة مائة كيلومتر في الساعة.ويعمل المحرك ضمن منظومة «ستابيليتراك» التي توازن بين الإنجاز والأمان.
وتتضمنالمنظومة إلى جوار المحرك مانع انغلاق العجلات من الجيل الأحدث الذي يعملعلى أربع قنوات، وتعليق مستقل على العجلات الأربع والعديد من أنظمة تعزيزالاستقرار والسلامة في ظروف القيادة كافة. ويمكن اختيار الناقل اليدوي أوالأوتوماتيكي، وكلاهما بستّ نسب ويوفران إنجازا ناعما وقويا. ويتوافقالناقلان مع كلا المحركين.
الملاحظ أيضا أن هذا الإنجاز لا يأتيعلى حساب الإسراف في استهلاك الوقود. وتقدر مصادر مستقلة أن المحرك الصغيرينجز نحو 29 ميلا لكل غالون من البنزين على الطرق السريعة، تنخفض إلى 17ميلا داخل المدن بالناقل اليدوي، و18 ميلا بالأوتوماتيكي. وحتى المحركالكبير بالأسطوانات الثماني ينجز 25 ميلا للغالون على الطرق السريعة، و16ميلا للغالون داخل المدن.
التجربة: الشكل العام للسيارة من قبلالدخول إليها يوحي بإمكانياتها غير العادية، ويتعزز هذا الشعور فور الجلوسعلى مقعد القيادة. ويلاحظ السائق فورا التصميم التقليدي للمقود ومؤشراتالقيادة، خصوصا المؤشرات الأربعة الصغيرة التي تظهر على نهاية الكونسولالوسطي خلف ذراع ناقل التروس.
ومع الانطلاق في القيادة يتبادر إلىالذهن ضيق المساحة الأفقية للنافذة الأمامية، وأيضا صعوبة رؤية الزواياالخلفية الجانبية. ولكن هذه المفارقات تأتي من ضرورات التصميم الرياضيللسيارة بسقفها المنخفض وأكتافها الجانبية العريضة. وبعد دقائق من القيادةيتلاشى الشعور بأي مآخذ على التصميم، وسرعان ما يتعود السائق على ملامحالسيارة ويتأقلم على مراقبة الطريق أمامه عبر الزوايا البانورامية للنافذةالأمامية مع الاعتماد على المرايا الثلاث للرؤية الخلفية.
من المهمأيضا توضيح أن إنجاز «كامارو» لا يقتصر فقط على الانطلاق السريع، وإنمايتعداه إلى الشعور الوثير في الرحلات الطويلة، فالسيارة مريحة وتتمتعبجوانب أمان عالية. وكان أفضل إثبات لذلك هو الخروج بانتعاش من السيارة فيرأس الخيمة بعد رحلة عدة ساعات في درجة حرارة خارجية لا تقل عن 42 درجةمئوية. ولم يخل الأمر من بعض الانتقادات لحجم المقاعد الخلفية المحدودوأيضا ضيق مساحة الصندوق الخلفي.
ولكن تصميم السيارة الانسيابييحتم هذه المساحات المحدودة ويوفر أكبر قدر من الرفاهية والمساحة للسائقوالراكب الأمامي، مع الحفاظ على تناسق أبعاد السيارة. ومن يرد مساحة خلفيةواسعة وصندوق شحن كبيرا عليه أن يفكر في شراء شاحنة لا سيارة «كامارو».
ممايُذكر أيضا أن السيارة تحتوي على العديد من أنظمة الأمان، مثل الوسائدالهوائية الأمامية والجانبية وأخرى لحماية ركبتَي السائق. ومن مزاياهاأيضا التعليق المستقبل للعجلات والإطارات من نوع بيريللي «بي زيرو» بحجم20 بوصة، ومكابح في الفئة العليا من نوع «بريمبو» عالي الكفاءة.
وهيأيضا جيدة التجهيز الداخلي بإمكانية تشغيل المحرك عن بعد وبوصلة داخليةومقود فعال يمكن به التحكم في بعض الوظائف ونظام تشغيل موسيقى عبر مدخل«يو إس بي»، بالإضافة إلى الأسطوانات المدمجة وست سماعات، مع إمكانيةاختيار نظام بوسطن بتسع سماعات. تبقى الإجابة على السؤال المطروح وهو: هليمكن لـ«كامارو» أن تسهم في جانب من الحل للشركة للخروج من الأزمة؟الإجابة هي نعم بكل تأكيد.
فعلى الرغم من الحديث المكثف عن دواعيالبيئة وضرورة إنتاج سيارات بيئية من حيث كفاءة الاستخدام ونظافة العادم،وهي دواعٍ منطقية ومطلوبة، فإن العامل الحاسم في المعادلة هو إنتاج سياراتيريدها الجمهور. و«كامارو» هي بالتأكيد سيارة من النوع المرغوب قياسا بحجمالحجوزات عليها ورغبة مشاهديها في اقتنائها حتى إن كانوا يطلون عليها منسيارات أغلى بكثير من الثلاثين ألف دولار التي تمثل متوسط سعر كاماروالجديدة.
* شيفروليه كامارو 2010
* في السوق: بعد أسابيع.
* مزاياها: تصميم خارجي أخاذ، إنجاز غير عادي باقتصاد في الوقود، تماسك وأمان وحضور على الطريق.