شكرا0:لله على كل حال :شكرا0:للقدر اللذي خطف فرحتي:شكرا:للخيال اللذي احتكر عقلي وخدر مشاعري
دعوني هنا اطبع على صفحات المنتدى مااغتال قلبي ووضع القيد علىافراحي وقيد وجداني بماضي يختلط به الدمع ولابتسامة
......في يوم من ايام المعاناة ..في احدى ازقة بغداد كانت مياسة
مياسة هي عنوان مشاعري وحاكمة وجداني .....كانت الليل يحل على بغداد والقمر يغسل وجه مياسة بنوره وعندما يحل النهار تشرق الشمس فتجفف وجه مياسة من ماء القمر وعندها ...كنت بعيدا انا .كنت بسوريا يشرق الصباح فانزل من بيتي اركض بحدائق دمشق واشم الياسمين واشرب القهوة واستمع لفيروز
كانت مشاعري هادئة ..نائمة ..قد ظللل قلبي الهدوء ..واشرق بعيني نور الصفاء
في يوم من الايام ..دخلت كلية الطب بدمشق سجلااحجر مقعد باروقتها للدراسةا ..لم اكن اعلم اني احجر مقعدبباخرة ستاخذني لمكان مجهول في بحر مترامي الاطراف اعجبني هذا البحر فخضته بكل اندفاع.......التقيت مياسة هناك وكانت قد هربت من بغداد بعد ان غيرت ملامح بغداد الجميلة الى غير الملامح .بعد ان اغتال الامريكي هدوء بغداد وقلب موزاين الجمال بها ..وطبعا مياسة لم يكن يروق لها هذا الجو..فمياسة زهرة والزهرة لا تعيش داخل بركان ولا تسقى من ماء الحمم والحروب ..احببت مياسة ..دخلت سجل يومياتي بغفلة مني .ومضي الوقت ومضي وكل يوم يضيف لزهرة حبنا كمية اكبر من الماء حتى كبرت هذا الزهرة بعد ان كانت برعم ...لقد كانت مياسة اذا مشت بشارع ترقص اشجار الشارع..واذا جلست بحديقة الجامعة تتحلق حولها نظرات طلاب الجامعة ويعزف شباب الجامعة كل الحان الغزل ..لقد كانت تنطق حتى الاخرس وتبصر حتى الاعمي
وانا ........انا كنت اقف متصلبا جامد العين قلبي يخفق خفقان شديداوجنجرتي ترهق من الغناء الطويل ......نعم لقد كنت اغني تلقاءيا ...كنت لو جلست في ليل هادئ اتذكر صورتها اباشر بالغناء فتعزف النجوم على وقع صوتي ويبكي القمر
....كان اسمها لو مر على مسمعي يجرح جوي وينفث اسمها عطر في الشارع او البيت او المكان اللذي تذكر به...لقد كان الندى على الزهر تحمله نسمة رقيقة اليا انا فاقبل انا هذا الندى وارسل النسمة الى وجه مياسة فيمسحالندى القلبة على وجههامسح رقيقا ....وكان اما مليئة عواطف تجاه رضيعها تمسح على شعره وتربت عليه ......لقد كان خدهايفجر ثورة حمراء خجلا من قبلتي المرسلة مع النسمة.....لقد شعرها الاسود وكانه ليل طويل ......لقد كنت عندما اتكر جفنها
اتدفي من برد دمشق الشديد ..وكان جفنها يغطيني كطفل مدلل ........وبعد انقضاء سنتين ونصف من حبنا قررت مياسة في يوم ان تذهب لبغداد لزيارة اهلها في اجازة الربيع......فسرقت انا شنطة سفرها ووضعت قلبي داخلها ....ومضت مياسة
سافرت ..نعم ..سافرت وفي ذات ليلة كنت اتابع قناة الجزيرة ......قال المذيع ....انفجار في بغداد يوقع قتلى وجرحي في حي الاعظمية ......اقفلت التلفاز
ونمت .... وفي صباح التالي وصلني خبر مقتل مياسة من ابن خالتها .
نعم ..لقد ماتت بالانفجار......كانني اراكي يا مياسة ممزقة الثياب قد احرق شعركي
تار الحرب ..ومزقت جفنكي شظية طائشة...تمزف جفنكي فزال الغطاء اللذي يدفيني من برد الايام .....لقد استبدل خدك لون الخد الاحمر من الخجل بلون الدم الللذي تشعب على خدك.......ولكني بكيت كثيرا ليس لاجل موتها لا لا ....بكيت ووصل بكاءي للنحيب من موقف ذكره لي ابن خالتها .....لقد قال حينما نقلنا مياسة للدفن
كانت مبتسمة ..مطمئنة..وجهها يضيئ وكان الشمس غسلت وجهها بنور ها
وقال لي .....وجدنا على رقبة مياسة شال مكتوب عليه ((غزة قي قلوبنا ))
فتركنا الشال على رقبتها ودفناه معها ..........هذه قصتي يا اخوان